تقارير

لماذا كان علينا أن نعود إليكم؟

اللوحة للفنان سمير خليلي

آراء لسبعة كُتاب سوريين عن معنى وجدوى العودة

كانت انطلاقة “طلعنا عالحرية” في أوائل عام 2012، من رحم لجان التنسيق المحلية في الثورة السورية، لتكون صوت الثوار الأحرار ومنبراً حراً لأقلام السوريّين بحرية من أيّ قيود مرجعية من سلطات الأمر الواقع، أو من رقابة التيارات المتشدّدة المتعددة على الأرض السورية، وكان قرارها هو “أنا هنا لأعيش بصوتٍ حرٍ عالٍ” وهذا ما حدث على مدار 87 عدد صدروا خلال خمس سنوات من عمرها.
اليوم بعد توقفنا عن الصدور منذ آذار/ مارس 2017، نستعرض آراء سبعة من الكُتّاب السوريّين حول معنى وإمكانية عودتنا إليكم لمحاولة تقديم صحافة ترقى لتطلعاتكم وآمالكم، ونحن على عتبة السنة التاسعة لثورتنا العظيمة بتضحياتكم. فكان هذا التحقيق..

طلعنا عالحرية – غسان ناصر

الكاتب والباحث الأكاديمي في العلوم السياسية والعلاقات الدولية سلام الكواكبي، (رئيس مجلس أمناء مؤسّسة “اتجاهات – ثقافة مستقلّة”، والمدير التنفيذي للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في باريس، ورئيس منظمة “مبادرة من أجل سوريا جديدة”):

  • إعلاء مسألة حرية التعبير كهدف أسمى..
    يقول عبد الرحمن الكواكبي: “لمّا كان ضبطُ أخلاق الطبقات العليا من النّاس أهم الأمور، أطلقت الأمم الحرّة حرية الخطابة والتأليف والمطبوعات مستثنيةً القذف فقط، ورأت أن تحمل مضرَّة الفوضى في ذلك خير التحديد؛ لأنَّه لا مانع للحكّام أنْ يجعلوا الشّعرة من التقييد سلسلة من حديد، ويخنقون بها عدوّتهم الطبيعة، أي الحرية”.
    أين نحن من هذا القول بعد أكثر من قرن على نشره؟ في حالة مزرية بالتأكيد. فالإعلام العربي عموماً والسوري خصوصاً عاش قهراً وقمعاً طوال عقود ما بعد الاستقلال. حتى، وللمفارقة، يمكن القول في حالة الإعلام السوري بأنّه عرف نوعاً من الحرية النسبية إبّان الاحتلال الفرنسي لم يعرفها بعد انقلاب 8 آذار (مارس) 1963. وبينهما، ازدهرت الصحافة السورية في فترات الديمقراطية الجنينية وحتى في ظلّ الانقلابات العسكرية التي تتالت على البلاد قبل صعود الشمولية إلى الواجهة ولغة الحزب الواحد وتهجين التعبير.
    لقد شكّلت مجلة “طلعنا عالحرية”، كما عدد من وسائل الإعلام الجديدة التي انبثقت عن جوعٍ حقيقي للتعبير غير المقيد بعد انتفاضة 2011، جزءاً من ظاهرة صحّية ونتيجة من النتائج الإيجابية للانتفاضة. وخلال سنوات قليلة، حظيت بمصداقية مهمة في ظلّ تجربة السوريّين السلبية مع صحافة حكومية أو خاصّة تميّزت بالخطاب الخشبي وإضافة إلى أنّها مارست الكذب والتضليل والنفاق طوال عقود. وكان لما سماه البعض بالصحافة البديلة مجال واسع يمكن لها أن تخترقه وتثبت أقدامها فيه من خلال إعلاء مسألة حرية التعبير كهدف أسمى. وقد بيّنت التجربة بأنّ هذا المشوار تعرّض للكثير من الهنات البنيوية وكما أساء إليه ممولوه من حيث تفاوت نسب الدعم المرتبطة بأجندات سياسية معينة.
    الاستبداد وتكميم الأفواه صارا في الفعل السوري نمطان لعقليات وليس فقط لأنظمة. فكثير ممن ادعى وصلاً بالمعارضة مارس قمعاً شبيهاً وأحياناً أقسى ضدّ حرية التعبير وضدّ كلّ من خالفه بالرأي. وتصير هذه الممارسات أشد وأقسى عندما تستند إلى مرجعية مقدسة. لقد تعرضت الصحافة الجديدة في سوريا إلى قمع وعنف “ذوي القربى” إن جاز التعبير، وهو أشد مرارة من ظلم الظالم الرسمي والمتعارف عليه. فعدد الإعلاميين الذين قتلوا واعتقلوا في مناطق تسيطر عليها فصائل إرهابية أو / ومتطرفة يشكل خطراً ماحقاً لحرية التعبير التي ثار بعض السوريّين من أجلها.
    مبروك العودة والاستفادة من اللجوء ! كواحة حرية للتعبير بعيداً عن المحرمّات المدمرة للفكر وللإبداع مهما كان مصدرها: سلطة سياسية مستبدة أو سلطة دينية ظلامية أو حتى سلطة اقتصادية متحكمة.

الكاتب والروائي عبد الرحمن مطر (مدير مركز الدراسات المتوسطية “نورس”)

  • الحرية أولاً.. ودائماً
    يبدو المسمّى اليوم، لا لبس فيه، ولا ثمّة تفسير آخر له: “طلعنا عالحرية”. في المرة الأولى تعني خطاب السوريّين: حالتهم وتوقهم الأبدي. وفي الثانية اختصت بحالة المجلة التي منعت لقرابة عامين من العمل والصدور، عامين من الحرمان المجحف بحق المجلة وكادرها. وهو حرمان لا يمكن لأحد وضع أيّ توصيف يشتمل على المشاعر التي ألمت بفريق العمل، قبل القراء ومتابعي المجلة. هذا الشعور، في غالب الأحيان تخون فيه العبارة، العبرة، والألم. ومن لم يكتو بمثل هذا الحرمان، لا يمكنه أن يقف على هذه الحالة المريرة: الحرمان من الحرية، ومن حرية التعبير معاً.
    بلا أدنى شك، كان قرار إيقاف “طلعنا عالحرية”، بما فيها الأحكام التي لحقت برئيسة التحرير وكاتب المقال، هو مخالف للقواعد القانونية المتعارف عليها، وفقاً للشرعة الدولية لحقوق الإنسان، وهي قواعد آمرة، باعتبار حق التعبير، والحريات المتصلة به، هو حق أساسي، لا يجوز حجبه، أو الحيلولة دون ممارسته بأيّ وسيلة كانت بما فيها القضاء، ومهما تكن الأسباب. بما فيها السبب الذي ذهبت إليه محكمة “جيش الإسلام” قبل زوال منظومته وتفككها: أي التعرض للدين الإسلامي “الإساءة للذات الإلهية”. وهو رأي بُني وفقاً لتفسير وفهم مجموعة تحتكم إلى السلاح.
    ليس من حق أحد مصادرة حرية التعبير، وهي حرية غير محدودة، مرتبطة بالمسؤولية، ولا سقف لها. وليس في الدين الإسلامي ما يحدّ منها، ولا في أيّ دين أو شرعة أخرى، وليس من حق أيّ سلطة كانت سياسية أم اجتماعية أم دينية، في أيّ زمان أو مكان، خاصّة في حالتنا السورية. التعدي عليها وانتهاك حقوق الأفراد والجماعات بذلك، هي جريمة كبرى.
    لقد خرج السوريّون من أجل الحرية، وفي سبيلها ما تزال التضحيات تترَى، وفي مقدمها حق التعبير: القول والكتابة، المكاشفة، قول الحقيقة، كشف الفساد، وتعرية الاستبداد.
    مبارك لنا جميعاً استعادة الحرية: “طلعنا عالحرية” من جديد!

الكاتب والمحامي الفلسطيني السوري أيمن أبو هاشم (المنسق العام للتجمع الفلسطيني السوري الحر “مصير”):

  • صوت الحقيقة في مواجهة ثقافة الخوف..
    منذ صدورها ولغاية توقفها بحكم قضائي مجحف، أكدت مجلة “طلعنا عالحرية”، انتماءها إلى الصحافة المستقلة، وأخذت مكانتها المتميزة، كمنبر مفتوح أمام أصحاب الآراء والأقلام الحرة. لم تحد عن رسالتها في تنمية ثقافة مجتمعية، تؤمن بحرية الرأي والتعبير وتنافح كي تكون صوت الحقيقة في مواجهة ثقافة الخوف والتعمية. تمسكت طيلة أعدادها السبعة والثمانين، بهويتها الخاصّة في زمن السير بين حقول الألغام، وحافظت على الموضوعية في تناول قضايا وهموم الناس، دون أن تهادن أو تجامل على حساب مسايرة النزعات الغاشمة. شقت طريقها بلا كلل وبكلّ إصرار على اجتراح أفكار ورؤى مستنيرة، فأثارت على صفحاتها أسئلة المنكوبين، وتساؤلات التواقين للحرية والخلاص. يدفعها الحس النقدي إلى معاينة الوعي السوري المهجوس بالتغيير، والذهاب نحو أقصى ممكنات البوح بلا قيود، وتسليط الضوء على حيوات ومطارح وهوامش، تعكس المخاض السوري في تحوّلاته الكبرى، ما بين عوالم الحرب والحصار، وما حفرته محنة السوريّين من دروب الآلام والألم.
    “طلعنا عالحرية” لم تكن مشروعاً ينزف حبراً بلا ثمن، ولا مشروعاً لتدوير الكلمات في فضاء اللا معنى، ولذلك دفعت ضريبة باهظة على مقصلة إسكاتها. ليس عقوبة على مقالٍ تجاوز حدود الممكن، بل لأنّها أغضبت برسالتها الخارجة عن سلطة الإذعان، تلك العقول التي ورثت أزمنة الاستبداد وتشوهاته، وأقامت محاكم التفتيش باسم سلطة القضاء المُكبل بأوهامها وقيودها.
    اليوم تعاود “طلعنا عالحرية” صدورها، وهي أكثر مراساً وأشد رسوخاً بما تؤمن به، وفي ظلّ حاجة سورية مُلّحة، لأصوات حرة ومستقلة، تكابد دفاعاً عن الحق المقدس في حرية الرأي والتعبير، ومن ضمّخت أنفاس الحرية رسالتهم النبيلة لا يعرفون دونها سبيلا.
    كلّ التقدير لمن رفضوا تغييب “طلعنا عالحرية”، وإسكات دورها في نشر الكلمة الراعفة بالحق والحقيقة، والدعم لإصرارهم على استمرار صوتها الحر رغم تعدد وتعسف الرقباء…

الكاتب والصحافي حافظ قرقوط:

  • سوريا بحاجة إلى الإعلام الحر
    إنّ القرار الذي صدر بحق المجلة واعتباره حينئذٍ قراراً قضائياً كان أمراً مؤسفاً من تسلط حكم الأمر الواقع، وقد جاء بعد تقديم مئات آلاف الشهداء في سبيل حرية سوريا، لقد عشنا عقوداً عجافاً من حكم الديكتاتورية العسكرية وتسلطها على كلّ ما يخصّ حياة الناس، ومصادرتها لكلّ الوسائل الإعلامية وإبقائها ناطقة باسم السلطة ومسوقة لها فقط، والجميع يدرك أنّ نظام الأسد كان يخون كلّ من لا يتوافق مع رأيه، وإذ بالسوريّين بعد الثورة تتحكم بيومياتهم دكتاتورية جديدة تتستر بغطاء الدين لتفرض أمراً واقعاً تعطي صكوك الإيمان والكفر على طريقة الأسد بما يحقق مصالحها.
    بغض النظر عن مضمون أيّ مقال إن كنا نوافق كاتبه أم لا، علينا أن نتعود بأنّه مجرد وجهة نظر شخصية يمكن مقابلتها بالكلمة لا بسلطة قانون يحتمي بسلاح وسجون قوة الأمر الواقع، فالتلطي خلف مفردات دينية لا يعني أنّ القائمين عليها يتمتعون بصفة الحق والعدل والإنصاف، الآن من يحاسب من تحكم بمعابر الأكل والإغاثة ومن أنشأ السجون، كما تسببت حروبهم الداخلية كفصائل بوقوع العديد من الضحايا. ليرحلوا أخيراً ويتركوا الناس لمصيرها.
    جاءت الثورة السورية لرد الاعتبار إلى سوريا وإنسانها ووضعها على خارطة الفعل الحضاري الحر من جديد، فتحكمت قوى الأمر الواقع للأسف بمصير الناس وأفكارها وقوت يومها، ويمكن القول إنّ المحاكم التي أنشأتها غير قانونية لأنها لا تتبع لدستور دولة كما محاكم الأسد العرفية، بل كانت اجتهادات مناطقية لتغطية عيوب أفعال داخلية بعناوين كبيرة، وعلى الرغم من ذلك اضطرت هيئة تحرير المجلة للانصياع لتلك السلطات وقدمت اعتذارها في حينها خوفاً على كادرها، إلّا أنّ سلطات الأمر الواقع كما النظام مهمتها إقصاء شرائح كبيرة من السوريّين وقد تابعت غيها بالوقوف بوجه أيّ عمل مدني لا ينضوي تحت عباءتها.
    سوريا بحاجة إلى الإعلام الحر كحاجتها إلى الهواء وهو الذي يمكنه أن يساهم بتشكيل رأي عام سليم ويقف بوجه كلّ أشكال الديكتاتورية، فهي التي ذهبت بمجتمعاتنا إلى الجحيم، مجلة “طلعنا عالحرية” شكلت حينها خطوة ضمن خطوات السوريّين كان يجب أن تبقى وتطوّر نفسها ككل التجارب، تخطئ وتصيب وتنمو وهذا طبيعي لنراكم النجاح، والخطأ هنا بكلمة أو تعبير وليس برصاصة قاتلة.

الكاتب والمحلل السياسي أحمد مظهر سعدو:

  • الوقوف في وجه كلّ أنواع الطغيان..
    لم يكن خروج الشعب السوري في ثورته أواسط آذار/ مارس 2011 إلّا في مواجهة العسف الأسدي، وكم الأفواه وكبت الأنفاس التي عمل عليها المقبور حافظ الأسد، ثم تبعه ابنه بشار، فكانت ثورة الشعب السوري ثورة الحرية والكرامة، ولم تكن ثورة الجياع، كما كانت سواها في غير مكان من العالم. لقد رأينا كيف كانت دموع الفرح السوري تنهمر، بينما يجد نفسه (هذا السوري) المقموع والممنوع من إمكانية الكلام أو التعاطي بالسياسة خارج مسموحات النظام، وبعيداً عن محدداته ذات التابعية، والارتماء في أحضان الدجل البعثي، والمديح البائس، لذلك فإن الشعب السوري يدرك أهمية أن يتحرر من العبودية، ويملك فاعلية الخروج في مواجهة القمع الأسدي، ليكسر حاجز الخوف، ويحطم ثقافة الخوف التي طالما منعته ولجمت حراكه وتعبيراته، إلا عبر الرموز والرمزية المفرطة، التي دأب على التعاطي بها كلّ من يعاقر السياسة في سورية.
    كانت دموع الفرح تنهمر من مقلتيه، وهو يعيش حالة الاختراق القوية لحاجز الخوف. فهل يمكن وهو كذلك أن يقبل بممارسات قمعية أو لاجمة للحرية، من أيّ جهة كانت حتى لو كانت بأسماء شتى، أو ممن يدعون الانتماء للثورة؟ بكلّ وضوح وتأكيد نقول لا، لأن من وقف في وجه الطاغية، سيقف في وجه كلّ أنواع الطغيان، ولن يسمح لثلة هنا أو هناك بمنعه من التعبير عما يجول في مخياله، وليس هناك من إمكانية للقبول بمن يهدر إنسانية الإنسان أو يكم الأفواه، ويُغيِّب من قالوا بالعمل من أجل كشف المستور، وفضح (عبر التوثيق المنهجي)، كلّ ما هو مانع للحرية، وحاجز لها، ومن يُغيِّب رزان زيتونة ووائل حمادة ورفقاءهما ، ليس غريباً عنه منع صحيفة جاءت لدعم الحرية والكرامة، ومن ثم منعها من الصدور تحت ذرائع شتى، غير مقنعة لأحد.

الكاتب والشاعر حمزة رستناوي:

  • في حدود حرية التعبير
    الأصل في الحياة هو الحرية، والتقييد يجب أن يكون لضرورات يقبلها عامة الناس عبر العصور والمجتمعات، أو ما سوف نصطلح على تسميته “مرجعية البداهة الحيوية الكونية للمصالح المشتركة” وفقاً لنظرية المنطق الحيوي.
    أولوية الحياة مثلاً سابقة لأولوية الحرية فالخوف على حياة صحفي في ظروف صعبة معينة، يُبرّر تمام الامتناع عن نشر مقال معيّن، كان من حقّه في الظروف الاعتيادية كتابته ونشره دونما قيود، وهذا ما حدث تماماً في قضية مجلة “طلعنا عالحرية” عام 2017 والحكم الصادر غيابياً بإيقافها وسجن الكاتب مع رئيسة التحرير.
    لنفترض أنّ شخصاً قال أو صحفياً كتب مقالاً يتضمن رأيه في عدم وجود الله أو أنّ محمد ليس نبياً، أو أنّ الصحفي أعلن براءته من الإسلام، أو أنّ القرآن مجرد كتابة بشرية، أو أنّ علي بن أبي طالب ليس إماماً، أو أن أبو بكر الصديق ارتكب خطأ فيما يُسمى “حروب الردة” مثلاً! أو أنّ المسيح شخصية غير حقيقية، أو أنّ آدم مجرد أسطورة.. إلخ.
    هنا يجب أن نسأل أنفسنا السؤال التالي: هل ينتج عن هذا الرأي ضرر بيّن (صريح) وأكرّر بمقياس عامة الناس عبر العصور والمجتمعات، وليس بمقياس فئوية عقائدية دينية مهما كبرت! أو بمقياس فترة تاريخية مهما تطاولت! الجواب الصريح على ذلك: ليس ثمّة ضرر يترتب على أيّ إنسان بسبب قول أو نشر تبنّي هكذا آراء.
    هذه أمور تحتمل الاختلاف ولا ينبغي للدولة أو السلطة بمعناها الاعتباري إلزام الناس بأيّ رأي مخصوص بها.
    على النقيض مثلاً من قول أحدهم: يجب منع المساجد أو الكنائس أو يجب عدم توظيف المسلمة المحجبة أو قول أحدهم بأنّ دين رئيس الدولة يجب أن يكون حصراً الإسلام أو المسيحية مثلاً.

الكاتب والروائي ضاهر عيطة:

  • الانتصار على الاستبداد الديني والسياسي
    أن تتحكم بالفكر والحرية، جهات تفترق تماماً عن مثل هذه القيم السامية، و ألا تتحسس وجودها وكيانها، إلا إذا ما تماهت مع القمع والاستبداد والغيبيات والأساطير، نكون أمام مأساة حقيقية، تخطط لها جهات خارجة عن نطاق العقل والمنطق، فما اتخذ من قرارات بغرض إيقاف مجلة “طلعنا عالحرية” حينما أصدرت ما عرف بـ(محكمة بداية الجزاء الثانية) في دوما في الغوطة الشرقية بتاريخ 11 تمّوز (يوليو) 2017 قراراً بشأنها، بحجة الإساءة للذات الإلهية، إنّما كان أصحاب هذا القرار يتخيلون تلك الإساءة وقد طالتهم هم، بوصفهم أشباه آلهة على الأرض، وهم الذين تتلمذوا وتخرجوا من مدارس وسجون الأسد، وقد أصبحوا في خبر كان، حالما انتهت مهمتهم، فكيف بالإمكان الاحتكام لجهات من هذا النوع، تتمتع ببنية عقائدية وفكرية، تعادي في أساسها الحرية والعقل؟ بينما المنطق يقول: إنّ الرد على الحجة، يكون بالحجة، وليس بالإلغاء، ذلك الإلغاء الذي يثبت أنّ الطرف الذي اعتمده، لا يستطيع البقاء إلا بإعدام الطرف الآخر ، تماماً كما هو منطق نظام الأسد، ومن هنا ليس مصادفة أن يعادي “جيش الإسلام”، الذي كان يتحكم بحياة الناس في غوطة دمشق، ما كان، وما زال يعاديه نظام الأسد، فكلاهما يرى في ذاته آلهة تستمد وجودها وكيانها، من خلال استعباد الناس، وإعدام عقولهم وحريتهم.
    وحينما تولد مجدداً مجلة “طلعنا عالحرية”، وتعاود تنفسها من تحت الركام، إنما يعني ذلك، انتصارها على الاستبداد الديني والسياسي، المنافي لجميع القيم والمعاني الإنسانية والفكرية.
104 Comments

104 Comments

  1. Rpjzni

    8 يناير,2024 at 9:01 م

    best generic allergy pills kirkland allergy pills toronto best generic allergy pills

  2. Wmxwcp

    14 يناير,2024 at 2:42 م

    acetaminophen for abdominal pain zyloprim online buy

  3. Gelmxo

    15 يناير,2024 at 11:38 ص

    accutane cost isotretinoin 20mg oral cost accutane

  4. Vgqagt

    16 يناير,2024 at 10:58 م

    prescription lunesta pills online buy generic modafinil for sale

  5. Ceybwa

    17 يناير,2024 at 8:26 ص

    buy amoxil pills for sale order amoxicillin 1000mg without prescription amoxicillin 1000mg pills

  6. Kkizob

    19 يناير,2024 at 7:27 ص

    azithromycin 250mg brand buy zithromax without prescription azithromycin 250mg cost

  7. Gzzzms

    19 يناير,2024 at 12:31 م

  8. Opmucw

    20 يناير,2024 at 11:50 م

    buy azithromycin 500mg online buy azipro generic order azithromycin 250mg online

  9. Orifns

    21 يناير,2024 at 6:43 ص

    order generic lasix oral furosemide 100mg

  10. Tzpmfb

    22 يناير,2024 at 1:18 م

    buy prednisolone 5mg online prednisolone ca prednisolone 40mg ca

  11. Mousys

    24 يناير,2024 at 12:27 م

    order amoxicillin 250mg without prescription order amoxil 500mg generic amoxil 1000mg oral

  12. Cbhhak

    24 يناير,2024 at 2:34 م

    order doxycycline 100mg generic doxycycline 100mg for sale

  13. Mcjnhh

    26 يناير,2024 at 12:10 م

    buy albuterol 4mg pill buy albuterol 2mg generic buy albuterol

  14. Vnqcjc

    27 يناير,2024 at 8:34 ص

    augmentin 625mg pills order augmentin pills

  15. Qgydcc

    28 يناير,2024 at 8:52 ص

    order generic levothroid cheap synthroid buy levothroid

  16. Icgriq

    29 يناير,2024 at 12:19 ص

    vardenafil 20mg generic buy vardenafil 20mg generic

  17. Cfioxc

    29 يناير,2024 at 3:58 م

    order clomid online order clomid pills order clomiphene

  18. Ekdbio

    30 يناير,2024 at 1:18 م

    tizanidine canada order generic tizanidine buy cheap generic zanaflex

  19. Yzbibl

    31 يناير,2024 at 8:36 ص

    rybelsus 14mg uk buy semaglutide generic rybelsus 14 mg pill

  20. Lbebnz

    1 فبراير,2024 at 2:29 ص

    order prednisone 40mg pills deltasone 5mg brand prednisone 40mg us

  21. Ktrzxh

    2 فبراير,2024 at 4:18 ص

    purchase semaglutide sale semaglutide where to buy order rybelsus 14mg pill

  22. Oagoij

    2 فبراير,2024 at 6:05 م

    order isotretinoin 20mg generic order absorica pill order isotretinoin 20mg generic

  23. Ghyluc

    3 فبراير,2024 at 8:19 م

    buy albuterol pills purchase albuterol generic order albuterol online cheap

  24. Radkjc

    4 فبراير,2024 at 8:53 ص

    order amoxicillin 1000mg pills how to get amoxil without a prescription amoxil 250mg tablet

  25. Jkbwcu

    5 فبراير,2024 at 1:53 م

    order augmentin 625mg pill order augmentin 625mg online cheap order augmentin pills

  26. Tlyiyu

    6 فبراير,2024 at 2:07 ص

    buy azithromycin pills zithromax 500mg canada zithromax price

  27. Ranviz

    7 فبراير,2024 at 5:28 ص

    buy levoxyl online cheap levothroid generic order synthroid 75mcg pill

  28. Gxcylx

    7 فبراير,2024 at 5:45 م

    brand omnacortil oral prednisolone 40mg order prednisolone 20mg generic

  29. Suivre Téléphone

    8 فبراير,2024 at 4:42 ص

    Suivre le téléphone portable – Application de suivi cachée qui enregistre l’emplacement, les SMS, l’audio des appels, WhatsApp, Facebook, photo, caméra, activité Internet. Idéal pour le contrôle parental et la surveillance des employés. Suivre le Téléphone Gratuitement – Logiciel de Surveillance en Ligne. https://www.xtmove.com/fr/

  30. Aiksfu

    8 فبراير,2024 at 10:34 م

    clomiphene over the counter serophene tablet cheap clomid 100mg

  31. Utwbtg

    9 فبراير,2024 at 9:24 ص

    neurontin 100mg pill oral neurontin 800mg purchase neurontin pill

  32. Suivre le téléphone

    10 فبراير,2024 at 6:48 م

    urveillez votre téléphone de n’importe où et voyez ce qui se passe sur le téléphone cible. Vous serez en mesure de surveiller et de stocker des journaux d’appels, des messages, des activités sociales, des images, des vidéos, WhatsApp et plus. Surveillance en temps réel des téléphones, aucune connaissance technique n’est requise, aucune racine n’est requise.

  33. Ofwrki

    11 فبراير,2024 at 5:17 ص

    female viagra viagra 50mg tablet sildenafil india

  34. Htligw

    12 فبراير,2024 at 2:39 م

    purchase vibra-tabs sale acticlate price doxycycline cost

  35. Rdnksj

    12 فبراير,2024 at 7:55 م

    semaglutide price buy rybelsus 14mg rybelsus 14mg tablet

  36. Tjcnnq

    13 فبراير,2024 at 11:10 م

    online casino real money no deposit best online casinos real money slots free online

  37. Erajlg

    14 فبراير,2024 at 6:17 ص

    order levitra generic order vardenafil 20mg for sale oral levitra 10mg

  38. Bkhvtb

    15 فبراير,2024 at 6:26 ص

    where to buy lyrica without a prescription pregabalin 150mg ca lyrica for sale online

  39. Axpfmt

    15 فبراير,2024 at 4:56 م

    hydroxychloroquine 400mg usa plaquenil medication plaquenil cost

  40. CxufDyelo

    16 فبراير,2024 at 8:15 ص

  41. Idhmnu

    16 فبراير,2024 at 1:28 م

    order triamcinolone 10mg generic generic triamcinolone 4mg purchase triamcinolone for sale

  42. Vwgujs

    17 فبراير,2024 at 8:15 م

    clarinex 5mg sale cost desloratadine 5mg buy clarinex 5mg without prescription

  43. Faoxas

    18 فبراير,2024 at 10:08 ص

    purchase cenforce generic cenforce 100mg for sale buy cenforce 100mg generic

  44. Ljdeuc

    19 فبراير,2024 at 6:57 ص

    loratadine 10mg without prescription purchase claritin without prescription order claritin pill

  45. Jcmcik

    19 فبراير,2024 at 6:47 م

    chloroquine 250mg brand chloroquine oral buy aralen without prescription

  46. Vhpgtx

    20 فبراير,2024 at 4:45 م

    order dapoxetine 90mg pills cytotec ca order cytotec 200mcg pills

  47. ChwbDyelo

    20 فبراير,2024 at 5:35 م

  48. Htuzwq

    21 فبراير,2024 at 2:32 ص

    metformin pills metformin order online metformin 500mg pills

  49. Bgmibe

    22 فبراير,2024 at 1:41 ص

    buy orlistat 60mg pills order orlistat 60mg for sale buy generic diltiazem

  50. Vqknzx

    22 فبراير,2024 at 6:22 م

    order atorvastatin 40mg sale buy lipitor online cheap order lipitor 20mg pill

  51. CtnDyelo

    23 فبراير,2024 at 6:10 ص

  52. SyhkBlace

    23 فبراير,2024 at 1:00 م

  53. Abrlbq

    23 فبراير,2024 at 2:01 م

    order zovirax 800mg pill buy zyloprim 300mg generic zyloprim where to buy

  54. XthfSwore

    23 فبراير,2024 at 3:45 م

  55. Zgqgkr

    23 فبراير,2024 at 6:19 م

    order amlodipine 5mg online norvasc 10mg generic buy amlodipine 5mg pills

  56. KthAgott

    24 فبراير,2024 at 2:21 ص

  57. Gycsco

    25 فبراير,2024 at 2:42 ص

    order prinivil without prescription buy zestril tablets buy generic zestril 10mg

  58. Syjexm

    25 فبراير,2024 at 7:41 ص

    generic rosuvastatin 20mg rosuvastatin order zetia online order

  59. CtjDyelo

    25 فبراير,2024 at 10:06 ص

  60. SheBlace

    25 فبراير,2024 at 4:10 م

  61. Qrtqzm

    26 فبراير,2024 at 10:34 ص

    buy omeprazole cheap prilosec 10mg cost order prilosec online cheap

  62. Jgxmtm

    26 فبراير,2024 at 1:40 م

    buy domperidone pill tetracycline 250mg drug buy cheap generic sumycin

  63. KtbAgott

    26 فبراير,2024 at 9:55 م

  64. SmgBlace

    27 فبراير,2024 at 2:21 م

  65. XjjeSwore

    27 فبراير,2024 at 5:04 م

  66. CnntDyelo

    27 فبراير,2024 at 5:15 م

  67. Ajnsmq

    28 فبراير,2024 at 12:20 ص

    cyclobenzaprine 15mg without prescription buy baclofen 25mg online cheap ozobax pill

  68. KethAgott

    28 فبراير,2024 at 2:40 م

  69. Mthxtx

    29 فبراير,2024 at 5:07 ص

    tenormin generic tenormin 50mg price order tenormin without prescription

  70. Nrbfaj

    29 فبراير,2024 at 5:54 ص

    where can i buy toradol buy generic toradol online order colcrys 0.5mg pills

  71. CrmmDyelo

    29 فبراير,2024 at 9:30 ص

  72. Jokgak

    1 مارس,2024 at 2:39 م

    methylprednisolone 8 mg oral order medrol online buy methylprednisolone 8mg

  73. Iiqiho

    2 مارس,2024 at 10:01 م

    essay writing sites help writing a research paper buy essay online uk

  74. Qniouj

    2 مارس,2024 at 10:12 م

    propranolol sale inderal without prescription plavix 75mg tablet

  75. Rkqpfo

    4 مارس,2024 at 1:46 ص

    methotrexate usa order coumadin generic warfarin 2mg without prescription

  76. Irjejn

    4 مارس,2024 at 6:55 م

    mobic drug buy celecoxib 200mg pills celebrex oral

  77. Qwowux

    5 مارس,2024 at 5:16 ص

    buy cheap generic maxolon purchase maxolon generic buy cozaar medication

  78. SrngBlace

    5 مارس,2024 at 3:39 م

  79. XtnvSwore

    5 مارس,2024 at 6:36 م

  80. KmehAgott

    5 مارس,2024 at 11:30 م

  81. Iwsjwq

    6 مارس,2024 at 6:44 ص

    flomax 0.2mg pills flomax pill buy celebrex 200mg sale

  82. Muecnu

    6 مارس,2024 at 8:58 ص

    esomeprazole 40mg for sale order esomeprazole 20mg sale topiramate buy online

  83. CrndDyelo

    7 مارس,2024 at 9:08 ص

  84. KtncxAgott

    8 مارس,2024 at 6:58 ص

  85. Slurlo

    9 مارس,2024 at 2:57 ص

    buy zofran 4mg generic spironolactone 100mg brand aldactone us

  86. Eumlry

    9 مارس,2024 at 1:33 م

    imitrex 25mg tablet buy imitrex 25mg generic levofloxacin price

  87. Easeoo

    10 مارس,2024 at 10:06 ص

    buy zocor for sale buy valtrex 500mg without prescription valacyclovir 500mg tablet

  88. Eaxxyi

    10 مارس,2024 at 4:53 م

    buy dutasteride pills purchase ranitidine online cheap ranitidine pills

  89. CrhcDyelo

    11 مارس,2024 at 7:29 م

  90. Ohnnwh

    12 مارس,2024 at 7:19 ص

    buy propecia pills for sale oral proscar fluconazole 200mg price

  91. Uupskt

    12 مارس,2024 at 10:44 ص

    buy ampicillin paypal order amoxil generic where can i buy amoxicillin

  92. SrthvBlace

    12 مارس,2024 at 1:27 م

  93. XnrSwore

    12 مارس,2024 at 4:25 م

  94. KmevAgott

    12 مارس,2024 at 6:07 م

  95. Zjzbse

    14 مارس,2024 at 8:35 ص

    ciprofloxacin canada – order myambutol 600mg generic buy clavulanate for sale

  96. Hvyftb

    15 مارس,2024 at 6:22 م

    order cipro 500mg online cheap – septra us buy cheap generic clavulanate

  97. CrhcDyelo

    16 مارس,2024 at 10:29 ص

  98. SrthvBlace

    16 مارس,2024 at 4:35 م

  99. XnrSwore

    16 مارس,2024 at 6:48 م

  100. KmevAgott

    17 مارس,2024 at 6:30 ص

  101. Eabuia

    17 مارس,2024 at 12:08 م

    order ciprofloxacin 500 mg for sale – buy trimox 250mg pills
    buy erythromycin without prescription

  102. Sfaoyq

    18 مارس,2024 at 3:01 م

    where can i buy metronidazole – order oxytetracycline online order zithromax online cheap

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

To Top