تحقيقات

سؤال برسم الحلم.. / ليلى الصفدي

قد يبدو سؤالا مترفا وسط غرف الأخبار الملونة  بالدم ورائحة الحرائق.. لكنه فسحة صغيرة للأمل.. أو شباكا لاسترجاع حياتنا.. صباحاتنا الاعتيادية… وفرصة لاستذكار ما بدأت الثورة من أجله.. فرصة لنتذكر كم نحن بسيطون وطيبون واحلامنا تشبه احلام  ملايين البشر في العيش بهدوء وحب،  عطاء وعمل، بناء وتعلم.

رميت سؤالي هذا في عدة غرف للمحادثة  تضم عشرات الناشطين، وتلقيت الكثير من الاجابات سأنتقي بعضها، بدت الاجوبة في الغالب متشابهة  وان تلونت بميول أصحابها وتوجهاتهم:

“اليوم سقط النظام..  بإمكانكم أن تتخيلوا.. غادر السفاح البلاد، مات، انتحر، قتل.. او قبض عليه حياً..

بعد الفرح والرقص والنزول إلى الشوارع والساحات والهتاف.. ماذا ستفعل في صباح اليوم التالي؟”

– كم كنا غريبين عن بلدنا..عن قرانا وعن ناسها الطيبين، كم تمنينا جميعا لو عرفناها قرية قرية  وزرناها  بيتا بيتا..

ماجدة، احمد،  وسيريان حلمهم  كحلم ملايين السوريين بالحج الى كل بيت في سوريا ومسح التعب عن جراحهم.. ومواساة  كل الاسر المنكوبة:

ماجدة: انا من جهتي بدي زور كل المحافظات وساعدن بتنظيف المحافظة من مخلفات النظام وزور اهالي الشهداء وانطر المعتقلين على باب الافرع الامنية.. هنيهم ونبلش نعمر البلد وننظفها.

أحمد: أحج : أحمل كاميرا  وأذهب لأصور وأتحدث مع أهالي المناطق التي شهدت ثورة: درعا نوى انخل  صيدا  بصرى شهبا دوما الزبداني داريا  الميدان ركن الدين برزة حمص الرستن تلبيسة تلكلخ بانياس البيضة حماة طيبة الإمام المرقب اللاذقية مخيم الرمل جسر الشغور تفتناز ادلب جبل الزاوية حلب الباب الاتارب الرقة  عين العرب القامشلي الحسكة دير الزور البوكمال القورية  تدمر.

سيريان: اعتقد ان اول ما سأفعله هو ان اعود الى سوريا وابدأ بالتعرف على ابناء وطني اللذين ضحوا بالغالي والرخيص من اجل حريتنا جميعا، حتى نبدأ معا يدا بيد في اعادة بناء سوريا

– أبو حمدو كعادته دمثا..  قليل من النزق..  معذور طبعا..،  كما ان إجابته حملت متناقضات لم أفهمها، لم اعرف صراحة ما حاجته للعودة للعمل اذا كان سيقصد روسيا بعد نجاح الثورة:

أبو حمدو: انا رح روح  بوس ايد مديري مشان يرجعني لشغلي واذا مشي الحال ووافق رح سافر على موسكو استقر هونيك..  وانت استمتعو بالوطن..

ابو حمدو لن نحتاج روسيا او غيرها بعد نجاح الثورة فسوريا ستحتضن كل ابناءها، وبعدين دخيلك بعد الثورة ما في تبويس ايدين خلصنا بقا…

– وللإحباط في اجاباتنا مطرح ولكنه صغير:

بيير: بعد طوال فترة الانتظار لم يعد تخيل هذا الموقف وما سيظهر من عفوية اتجاهه..

– آية، وسوري، وكثيرون يحلمون أن يعودوا الى  جامعاتهم وينهوا تعليمهم ويباشروا بالحياة النافعة لهم وللمجتمع..

سوري: ثاني يوم بعد سقوط النظام اذا ظليت عايش.. ما بدي شي، بدي ارجع عدراستي، حتى مش رح شارك بالاحتفال، مباشرة طالع عالشام ومارح ارجع عداعل الا بعد ما اتخرج.

آية: الشي الوحيد  يلي عم فكر فيه أنو أخي رح يكون معي وقتها ولا لأ، أقصى أمنياتي يكون عايش وشوفو، يمكن أنا أنانية وطماعة، بس إذا كان معي رح زور داريا حتى شوف غياث الصغير ويحيى شربجي وإسلام دباس ورح كمل دراستي بالهندسة ورح ادرس إعلام كمان منشان كون شخص فعال بالمجتمع.

آية وسوري وكل من تحبان.. نحن محكومون بالحياة والحلم.. ولن نقبل بعد اليوم بالموت إلا إذا اراده الله لنا..

– وللشهداء قناديلنا وصوتنا وضمير ثورتنا مساحة من القلب  ووقفة وفاء لدمائهم:

أبو زيد: انا لا اتخيل هالشي بقدر مارح تكون فرحتي واكيد مارح اقدر ارقص واغني لأني رايح اتذكر اصدقائي الشهداء ورايح اقف باجلال لهم ورايح افتح صفحة جديدة بحياتي.

رائد: في اليوم الثاني وقبل ان نكمل ثورتنا لأنها لم تنته لازم نعمل موقف بأكبر ساحات الشام ونوقف دقيقة صمت على ارواح الشهداء منشان نوصل رسالي لأهل الشهداء اننا لم ننسهم.

أحمد ورفيف كانت تفكيرهما اقرب الى العمل السياسي العام فقالا:

أحمد : تشكيل حكومة مؤقتة  لإدارة البلاد مؤقتاً، تشكيل لجنة عسكرية وأمنية لمنع الفوضى وحماية الحدود، انشاء هيئة تأسيسية لوضع دستور والقيام بدور البرلمان بانتظار الانتخابات،  إغلاق سفارات ومؤسسات ومكاتب إيران وروسيا وحزب الله وأحزاب الصدر والدعوة، طلب معونة اقتصادية عاجلة من دول الخليج والدول الصناعية السبع الكبرى  والاتحاد الاوربي.

رفيف: بعد سقوط النظام  وانتهاء الاحتفالات، هناك الكثير من الامور للقيام بها، ولست متأكدة من أين البدء:

1-  يمكن تنظيم المتطوعين والجهات المانحة الحكومية لبدء التنظيف واعادة اعمار المناطق المدمرة حتى  يبدأ الناس بالعودة اليها.

2-  نشر الأطباء والاختصاصيين النفسيين لعلاج المصابين الجرحى

3-  إحضار المراقبين الدوليين والصحافة

4- البحث عن سبل لتنشيط الاقتصاد

أستطيع ان اكتب ثلاثين أمراً آخر..  لكنك طلبت الكتابة في سطور..

– وللأحلام التي لا تنتهي نصيب عند جلال:

جلال: رح نبلش نحلم حلم جديد, في كثير أحلام لازم نحققا, والأحلام ما بتنتهي …

– نها ستعود الى عملها بحماس وبتحدي المنتصر لتقول لمن لم يؤمن بالثورة انها آمنت بها كملايين السوريين وانتصر حلمها رغم  احباط المشككين:

 نها:  بدي روح تاني يوم على البنك وبلش الشغل من كل قلب وبكل قوة حتى برهن لكل اللي حاربوني بعملي وقالوا انها فكرة رومانسية ما ممكن تتحقق، رح قلهم انو بالتصميم والتضحية والصبر  رح نوصل للي بدنا ياه

– ويبقى السؤال هل ستلازم السوريين  حتى بعد انتصار ثورتهم مفردات كالشبيحة والخوف والقتل والتخريب؟! يبدو أن ريم لديها الكثير من التخوفات:

ريم: لأول مرة رح نام وحاسي بشي جدا جدا جدا رائع ومريح، وبس فيق رح تكون بعدا المفاجأة مستمرة، رح حط علم استقلال عند البيت، رح حاول نتجمع كلنا ونحمي بعض ونحمي كل شي لأن ما منعرف الشبيحة  شو بدا تساوي ، رح شوف المحطات شو بدا تحكي وكيف رح يكون الوضع بباقي المحافظات رح اصرخ الله سوريا حرية وبس بأعلى صوتي بلا ما خاف…  ورح روح على حمص.

–  يبدو ان معركة انس واسامة لم تنته ومازال امامهما الكثير من العمل وربما الثورات..

أنس:

رح تبدى ثورتنا الحقيقية ويمكن تكون أصعب من الأولى لانو رح نتحمل مسؤولية ما حدا يضيعلنا فرحتنا بالنصر بتصفية حسابات مع المؤيدين، ورح نكمل المشوار ونطور العمل المنظم.

أسامة:  مثل صباح اليوم الذي سبقه، أعد ركوة كبيرة كبيرة من القهوة وأتابع العمل بكل جهدي كي لا تتوقف الثورة… جعل غاية الثورة إسقاط النظام هو مسخ لها وتعظيم للنظام لا يستحقه.

Click to comment

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

To Top