تقارير

انتفاضة احفاد المعري.. 100 يوم تظاهر

طلعنا عالحرية – مكتب غازي عنتاب

بعد أن بدأت الهدنة تأخذ حيز التنفيذ في غالبية الأراضي السورية عادت المظاهرات والحراك السلمي إلى مكانتها في الساحات السورية من جنوب البلاد إلى شمالها معلنة عن استمرار انتمائها للثورة حاملة علم الاستقلال كشعار لها. هذه العودة للحراك المدني أقلقت القوى الديكتاتورية التي تعمل على إنهاء الحالة الثورية وإعادة المجتمع لحالة التبعية.

في يوم الجمعة الرابع من آذار 2016 كانت أول مظاهرة بعد بدء الهدنة ولكن بعد انتهاء المظاهرة الداعية لإسقاط النظام قامت مجموعة من جبهة النصرة بالنزول الى ساحة المظاهرات وأطلقوا شعارات منددة بالمظاهرة والفرقة 13 من الجيش الحر. وتكررت العملية في الجمعة التي تليها ولكن مع التهديد بالمفخخات للمتظاهرين.

حالة الغليان التي كانت سائدة في تلك الفترة من قبل جبهة النصرة تجاه الحراك الثوري تترجم على أرض الواقع بقيام جبهة النصرة باقتحام مقرات الفرقة 13 من الجيش الحر في يوم الحادي عشر من آذار. وكان الرد من قبل أهالي معرة النعمان بالقيام في اليوم التالي باقتحام مقرات جبهة النصرة بدون سلاح ومنها السجن التابع للجبهة وتحرير أربعة معتقلين بالإضافة إلى إنزال أعلام جبهة النصرة من كل الشوارع في المدينة وطرد عناصر جبهة النصرة خارجها.

بقيت حالة التوتر والتصعيد حتى الوصول إلى يوم 18 آذار المصادف لذكرى سقوط أول شهيد في الثورة السورية فهتف المتظاهرون في معرة النعمان للثورة السورية وشهدائها وأسقطوا نظام بشار الأسد ولكن أضافوا لها هتافات تدعوا إلى اسقاط أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة – تنظيم القاعدة في بلاد الشام وأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة.

تابع أهالي معرة النعمان التظاهر بشكل يومي حيث قامت جبهة النصرة بالخضوع نسبياً لمطالب المتظاهرين حيث قامت بإطلاق سراح المعتقلين لديها سواءً من العسكريين التابعين للفرقة 13 أو من المدنيين.

استمرار المظاهرات أدى إلى زيادة حالة الاحتقان من قبل جبهة النصرة تجاه الثوار في معرة النعمان. فقامت النصرة بتنفيذ تهديدها السابق “ما جئناكم إلا بالمفخخات” وقامت بتاريخ الخامس من نيسان بتفجير سيارة مفخخة في السوق القديم لمعرة النعمان أدى الى استشهاد امرأة وطفل وجرح عشرة مدنيين آخرين. استمر بعد ذلك تفجير المفخخات بشكل متكرر ضمن حاويات القمامة ولم تسفر عن وقوع شهداء.

بقيت المظاهرات مستمرة بشكل يومي وزاد عدد أيام التظاهر عن مئة مما دفع مؤيدي جبهة النصرة إلى الاعتداء بالشتائم والاهانات على أم محمد التي تقوم بقيادة المظاهرات في الساحة الرئيسية يومياً. كما قاموا بالاعتداء على من يقوم بالهتافات محمد الصبيح بالضرب وكانت الإصابات خفيفة.

ولدى سؤال راسم غريب ناشط في الحراك اعلامياً عن أهمية دور المعرة أجاب قائلا “لمعرة النعمان أهمية رمزية وتاريخية في ريف ادلب، حتى من قبل الميلاد، فكانت ممراً وجسراً للعديد من الحضارات القديمة التي عاشت في سوريا، وأخرجت من رحمها الكثير من المؤثرين في التاريخ الثقافي العربي، كالشاعر والفيسلوف أبو العلاء المعري. كما أنها كانت ساحة لمعارك وغزوات كثير، بسبب موقعها الاستراتيجي الهام، فهي في عرف أهالي المنطقة، عاصمة الجنوب في محافظة ادلب.

استمرت المعرة في دورها المهم بالعصر الحديث، ولم تتوانَ عن الالتحاق بقطار الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد، منذ عام 2011، ففرضت نفسها  مركزاً للحراك السلمي في ريف ادلب، وكانت تجمعاً لأبناء الريف الغربي و الشرقي الثائرين ضد الأسد، ومكاناً ليلتقوا به.”

وعند سؤال راسم عن مطالب المتظاهرين التي يودون أن يتم تحقيقها أجاب: “في اليوم المئة من التظاهر تم إطلاق بيان من قبل المتظاهرين أكد على مطالبهم الستة وهي:

1 – كف أيدي عناصر جبهة النصرة عن الثوار والمتظاهرين وعدم التدخل في شؤون المدنيين

2 – إعادة سلاح الثورة (الجيش الحر) وأملاكها العامة التي سرقتها.

3 – القصاص من القتلة الذين أراقوا دماء الثوار الأحرار .

4 – إطلاق سراح المعتقلين والمخطوفين من الثوار والمدنيين .

5 – خروج جبهة النصرة من المدن والبلدات وعدم التدخل في الإدارات المدنية لها.

6 -تشكيل محكمة شرعية مستقلة.

المشاركة النسائية:

تميزت المظاهرات في معرة النعمان بمشاركة نسائية فعالة. أم محمد هي من تقود المظاهرات يومياً وتعمل مع باقي المتظاهرين على كتابة اللافتات ورفع الشعارات بشكل يومي. أم محمد التي قام مؤيدي جبهة النصرة بالاعتداء عليها بالشتائم والاهانات لم تتوان عن الاستمرار بالمظاهرات من أجل الحفاظ على دور النساء في المجتمع ومنها المشاركة في الحراك السلمي في معرة النعمان.

اقتحام مقرات جبهة النصرة في بداية المظاهرات قامت به نسوة من مدينة معرة النعمان. كسرت أولئك النسوة الخوف وذهبوا الى مقرات الجبهة وطردوا عناصرها منها وتابعوا الهتاف ضدهم حتى تم خروج عناصر النصرة إلى خارج مدينة معرة النعمان.

سلقين بعد معرة النعمان:

قام عناصر توانسة من جبهة النصرة بالاعتداء على أحد النسوة في مدينة سلقين بتاريخ 24 حزيران وأهانوها فما كان من شباب سلقين إلا بالرد على العناصر. اعتقلت جبهة النصرة الشباب الذي قاموا بالفزعة للفتاة ولكن خروج مظاهرتين ضد جبهة النصرة في المدينة أدى الى إطلاق سراح الشباب المعتقلين ولا تزال هناك حالة من الاحتقان في المدينة من أجل محاسبة العناصر المعتدية من جبهة النصرة على الفتاة.

Click to comment

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

To Top